الأحد، 26 يونيو 2011

الثياب والجمال العاطل


"كانت المرأة القديمة لا تخرج ولا تظهر إلا لبعلها، ولمن يأذن هو لها فى لقائهم. وكانت ثيابها أوسع وأطول وأستر للجسم وأغلظ والتكلف فى تفصيلها أشد وكان الغرض منها الستر والزينة معًا فخفت الزينة وخلت من الأناقة والظرف. وكانت المرأة تطلب من الثوب أن يجعلها أجمل – فجماله شئ مستقل تضيفه المرأة إلى نصيبها من ذلك. والثياب الآن لها غاية أخرى فهى ليست جمالا مضافًا وإنما هى أداة لإبراز الجمال الطبيعي للجسم الإنساني، فهى لهذا تظهر الجسم وتبرز محاسنه وتؤكده مزاياه، وإذا كانت لا تزال تستر فإنما تستر لتكشف. وتغطى ما تغطى لتجعل فتنته أقوى، ووقعه أعمق. فالجيل الحاضر من هذه الناحية أفطن لمعنى الجمال واعرف بوسائل إظهاره وأساليب الفتنة. ومن آيات ذلك أن المرأة القديمة وان كان العهد بها قريبًا جدًا كانت تستكثر من الحلى وتؤثر منها الكبير الغليظ الثقيل، وقلما تعنى الفتاة الحديثة بحلية تلبسها إلا فى المناسبات التى تستدعى ذلك، ويندر أن تبدو فى العادة بأكثر من حيلة صغيرة دقيقة لا تكاد العين تراها، لأنها تدرك أن للجمال العاطل فضله ومزيته أيضًا" (المازني 1936)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق